لم تشهد أسعار الذهب تغيرًا كبيرًا حيث قام المتداولون بتقييم الجهود الأمريكية لإنهاء الصراع العسكري في أوكرانيا بينما يترقبون الاجتماع السنوي للاحتياطي الفيدرالي في جاكسون هول.

يبدي المستثمرون تفاؤلاً حذرًا بشأن المبادرات الدبلوماسية التي تهدف إلى حل الأزمة، على الرغم من أن التأثير الفعلي لهذه الجهود على الاستقرار الجيوسياسي—وبالتالي على قيمة المعادن الثمينة—لا يزال غير مؤكد.

ظل الذهب الفوري ثابتًا دون 3,336 للأونصة على الرغم من الجهود الدبلوماسية المنسقة لإدارة ترامب للتوسط في إنهاء الصراع في أوكرانيا. دعا الرئيس دونالد ترامب فلاديمير بوتين وحث الزعيم الروسي على مناقشة إمكانية عقد قمة مع فولوديمير زيلينسكي بعد اجتماعه مع الرئيس الأوكراني والقادة الأوروبيين في البيت الأبيض يوم الاثنين.

الآن يتركز اهتمام السوق على الندوة القادمة في جاكسون هول، حيث من المتوقع أن يدلي رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بتصريحات حول التوقعات للسياسة النقدية. نظرًا لاستمرار التضخم وضعف سوق العمل، سيراقب المشاركون عن كثب أي تلميحات لخفض أسعار الفائدة بشكل أكبر. من ناحية أخرى، قد يؤدي موقف أكثر عدوانية من الاحتياطي الفيدرالي يهدف إلى احتواء التضخم إلى الضغط على الذهب، حيث أن ارتفاع الأسعار يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لامتلاك أصل غير مدر للعائد.

تشير التحليلات الفنية إلى أن الذهب يتداول ضمن نطاق ضيق، مما يعكس تردد السوق. تظل مستويات الدعم والمقاومة مناطق رئيسية للمراقبة. يراقب المتداولون أيضًا تحركات الدولار الأمريكي عن كثب، حيث أن العملة الأقوى عادة ما تمارس ضغطًا هبوطيًا على أسعار الذهب المقومة بالدولار.

في الأشهر الأخيرة، تداول الذهب في الغالب ضمن نطاق ضيق بعد تسجيله رقمًا قياسيًا فوق 3,500 للأونصة في أبريل. هذا العام، لا يزال المعدن مرتفعًا بنسبة 27%، مدعومًا بمشتريات البنوك المركزية وتدفق كبير إلى الصناديق المتداولة في البورصة المدعومة بالذهب. كما ساهمت علامات التباطؤ الاقتصادي المحتمل في الولايات المتحدة والتوترات الجيوسياسية المستمرة في قوة المعدن.

بالنسبة للصورة الفنية الحالية للذهب، يحتاج المشترون إلى استعادة المقاومة الأقرب عند 3,370. سيمكنهم ذلك من استهداف 3,400، على الرغم من أن كسر هذا المستوى سيكون تحديًا كبيرًا. الهدف الأبعد يقف عند 3,440. في حالة حدوث تراجع، سيحاول البائعون السيطرة عند 3,335. إذا نجحوا، فإن كسر النطاق سيوجه ضربة قوية للمراكز الصعودية ويدفع الذهب للانخفاض إلى مستوى 3,313، مع احتمالية الوصول إلى 3,291.