في يوم الاثنين، قدمت أسواق الأسهم الأمريكية المزيد من المفاجآت حيث أنهى مؤشر S&P 500 الجلسة عند مستوى قياسي جديد لليوم السادس على التوالي. كما وصل مؤشر ناسداك إلى مستوى قياسي خاص به، على الرغم من التقلبات العالية في السوق. يقوم المستثمرون الآن بتقييم الاتفاقية التجارية الجديدة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بينما يستعدون لأسبوع مليء بالتحديثات الهامة.
بعد محادثات نهاية الأسبوع، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن اتفاقية إطار عمل تمثل اختراقًا، حيث سيتم تخفيض الرسوم الجمركية على الواردات الأوروبية إلى النصف لتصل إلى 15 بالمئة. تم تجنب الزيادة المخطط لها في الرسوم الجمركية المقررة في الأول من أغسطس، مما خفف التوترات بين الجانبين. ومع ذلك، سارعت فرنسا إلى انتقاد الاتفاقية، واصفة إياها بالاستسلام.
تأتي الاتفاقية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بعد سلسلة من الاتفاقيات التجارية الأخيرة، بما في ذلك صفقات جديدة تم الإعلان عنها مع اليابان وإندونيسيا. في الوقت نفسه، استأنف كبار المسؤولين من الولايات المتحدة والصين المفاوضات في ستوكهولم، في محاولة لإيجاد أرضية مشتركة وحل النزاعات التجارية المستمرة بين العملاقين الاقتصاديين.
انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 64.36 نقطة، أو 0.14 بالمئة، ليستقر عند 44,837.56. ارتفع مؤشر S&P 500 بمقدار 1.13 نقطة، أو 0.02 بالمئة، ليغلق عند 6,389.77. صعد مؤشر ناسداك المركب بمقدار 70.27 نقطة، أو 0.33 بالمئة، ليغلق عند 21,178.58.
سجل مؤشر S&P 500 الآن ستة إغلاقات قياسية متتالية وهو في طريقه لتحقيق الرقم القياسي الخامس عشر هذا العام. شهدت الأسهم الأمريكية تعافيًا مستقرًا من عمليات البيع في أوائل أبريل التي أثارتها إعلانات الرسوم الجمركية الجديدة من البيت الأبيض.
يستمر التفاؤل حول مستقبل الذكاء الاصطناعي في تعزيز المكاسب الكبيرة للأسهم في جميع أنحاء العالم. يتعزز حماس المستثمرين أيضًا بالأخبار المشجعة حول الاتفاقيات التجارية الأخيرة وبالمؤشرات المبكرة التي تشير إلى أن أرباح الشركات هذا الموسم قد تتجاوز حتى أكثر التوقعات تفاؤلاً.
هذا الأسبوع، تتحول الأضواء إلى الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث يترقب مراقبو السوق بيان السياسة يوم الأربعاء بفارغ الصبر. يتوقع معظم المحللين أن تظل أسعار الفائدة ثابتة، على الرغم من الدعوات المستمرة من الرئيس ترامب التي تحث رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول على خفض تكاليف الإقراض.
من المتوقع أن تجذب إعلانات الأرباح الفصلية من قادة الصناعة مثل Microsoft وAmazon وApple وMeta انتباه السوق ويمكن أن تغير معنويات المستثمرين في أي اتجاه، حيث يتم فحص كل تقرير عن كثب بحثًا عن علامات على استمرار قوة القطاع.
إلى جانب اجتماع الاحتياطي الفيدرالي وتحديثات الشركات، ينتظر المستثمرون عدة إصدارات اقتصادية رئيسية. سيتم التركيز بشكل خاص على مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، وهو المقياس المفضل للاحتياطي الفيدرالي للتضخم، بالإضافة إلى الأرقام الجديدة للتوظيف في القطاع الحكومي، والتي ستساعد في تقييم تأثير الرسوم الجمركية الأخيرة على أسعار المستهلك وسوق العمل.
ارتفعت أسهم Nike بنحو أربعة بالمئة بعد توقعات متفائلة من J.P. Morgan، حيث لم يقتصر المحللون على ترقية تصنيفهم بل أصدروا أيضًا توجيهًا بسيطًا: الشراء.
قاد قطاع الطاقة مكاسب S&P، حيث ارتفع بأكثر من واحد بالمئة بسبب ارتفاع بنسبة اثنين بالمئة في أسعار النفط. في المقابل، تخلفت العقارات والمواد، حيث أغلق كل قطاع منخفضًا بأكثر من واحد بالمئة.
جلب يوم الثلاثاء تراجعات جديدة عبر البورصات الآسيوية، بينما حاول اليورو التعافي بعد الخسائر الأخيرة. يظل المستثمرون مركزين على أوجه القصور في الاتفاقية التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والتي لم تفعل الكثير لتخفيف الإجراءات الجمركية الصارمة. تستمر المخاوف المستمرة من بقاء هذه الحواجز في مكانها في إضعاف الآمال في نمو أقوى وتثير القلق بشأن الضغوط التضخمية المحتملة.
تلاشت الراحة الأولية حول تقديم تعريفة بنسبة خمسة عشر بالمئة في أوروبا بسرعة، خاصة بالمقارنة مع المعدلات السابقة التي تراوحت بين واحد إلى اثنين بالمئة التي كانت موجودة قبل رئاسة دونالد ترامب. أعرب القادة الفرنسيون والألمان عن خيبة أملهم، محذرين من أن النتيجة تعرقل التوسع الاقتصادي، وتضعف عوائد السندات والأسهم عبر القارة، وتقوض قوة اليورو.
كان التوتر واضحًا في أنماط التداول: انخفض مؤشر MSCI لأسهم آسيا والمحيط الهادئ بنسبة تقارب 0.8 بالمئة. تراجع مؤشر نيكاي الياباني بنسبة تقارب 0.9 بالمئة، بينما استقر مؤشر الأسهم الصينية ذات الرقائق الزرقاء. في أوروبا، بعد عمليات البيع الحادة يوم الاثنين، أظهرت الأسواق علامات على الاستقرار، حيث سجلت العقود الآجلة لمؤشرات EUROSTOXX 50 وFTSE وDAX مكاسب متواضعة بنحو 0.2 بالمئة.
كافح اليورو للتعافي بعد انخفاض حاد بين عشية وضحاها بأكثر من 1.3 بالمئة، وهو أكبر انخفاض في جلسة واحدة منذ منتصف مايو. بحلول يوم الثلاثاء، كان اليورو عند 1.1587 مقابل الدولار الأمريكي، فوق مستوى الدعم الحرج بالقرب من 1.1556.
في الوقت نفسه، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي إلى 98.675 بعد أن خرج المتداولون من المراكز القصيرة، مما دفع الدولار الأمريكي للارتفاع بنسبة واحد بالمئة. تراجع الين الياباني من أعلى مستوياته الأسبوعية، ليستقر عند 148.27.
سجلت العقود الآجلة الأمريكية مكاسب متواضعة، حيث ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.1 بالمئة وتقدمت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك بنسبة 0.2 بالمئة.
هذا الأسبوع، يراقب اللاعبون الماليون عن كثب دفعة جديدة من التقارير الاقتصادية الأمريكية التي يمكن أن توجه توقعات أسعار الفائدة. سيكون التركيز على أرقام الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني، حيث تتوقع الأسواق انتعاشًا إلى نمو سنوي بنسبة 2.4 بالمئة، متعافيًا من الانكماش بنسبة نصف بالمئة الذي شوهد في الربع الأول.
يعد يوم الثلاثاء بتقديم رؤى جديدة حول صحة سوق العمل، مع صدور أرقام الشواغر. ستساعد هذه الإحصاءات في تحسين الاستراتيجيات قبل تقرير التوظيف الحاسم يوم الجمعة، وهو مؤشر رئيسي غالبًا ما يحدد نغمة النشاط التجاري.
يتحول التركيز في منتصف الأسبوع إلى كندا، حيث من المتوقع على نطاق واسع أن يبقي البنك المركزي سعر سياسته عند 2.75 بالمئة. يختار صانعو القرار نهج الانتظار والترقب، مع مراقبة المناقشات التجارية الجارية مع الولايات المتحدة قبل اتخاذ أي خطوات.
تتعرض المعادن الصناعية لضغوط حيث تواجه أسعار النحاس وخام الحديد رياحًا معاكسة من الطلب غير المؤكد. يظل الذهب ثابتًا عند 3,315 دولارًا للأونصة، مما يعكس ملاذًا آمنًا وسط تقلبات أوسع.
تراجع خام برنت إلى 69.90 دولارًا للبرميل، بعد ارتفاع بأكثر من 2 بالمئة في بداية الأسبوع. في المقابل، ظل الخام الأمريكي دون تغيير عند 66.60 دولارًا للبرميل، مما يشير إلى ظروف مستقرة في السوق الأمريكية للطاقة.