بعد أن تعرضت الأسواق لصدمة حقيقية يوم الجمعة - بسبب الإجراءات التي اتخذها دونالد ترامب من جهة، وبيانات سوق العمل الضعيفة للغاية من جهة أخرى - استجاب المستثمرون بطريقة تقليدية في وقت مبكر من يوم الاثنين.

في نهاية الأسبوع الماضي، سيطرت ثلاثة أحداث سلبية رئيسية على الصورة: تنفيذ ترامب للرسوم الجمركية ضد الشركاء التجاريين، إصدار بيانات سلبية عن سوق العمل، والسلوك المتقلب للرئيس الأمريكي، الذي بلغ ذروته في الإقالة غير المتوقعة لمفوضة مكتب إحصاءات العمل إيريكا ماكنترفر. في البداية، قوبلت هذه الأحداث برد فعل سلبي من المستثمرين، ولكن بحلول يوم الاثنين، تحول الشعور من التشاؤم إلى التفاؤل.

ما الذي تسبب في هذا التحول الحاد في الشعور؟

يرتبط ذلك بشكل أساسي بتغير التوقعات بشأن الإجراءات المستقبلية للاحتياطي الفيدرالي فيما يتعلق بأسعار الفائدة. في مقالي السابق، تطرقت بالفعل إلى هذا الموضوع، مشيرًا إلى أن التدهور العام في الاقتصاد الأمريكي - وسوق العمل بشكل خاص - قد يجبر الاحتياطي الفيدرالي، على الرغم من الموقف الحازم لرئيسه جيروم باول بعدم خفض الأسعار حتى تنخفض التضخم إلى الهدف البالغ 2%، على تنفيذ خفض طارئ بنسبة 0.25% في اجتماع سبتمبر. علاوة على ذلك، قد يزيد عدد التخفيضات المتوقعة في الأسعار بحلول نهاية العام من اثنين إلى ثلاثة أو حتى أربعة.

لكن هذا ليس كل شيء. تاريخيًا، نفذ الاحتياطي الفيدرالي تخفيضات طارئة بنسبة 0.50%، لذا إذا خيبت بيانات الاقتصاد والوظائف لشهر أغسطس الآمال مرة أخرى، فقد يكون مثل هذا التحرك مطروحًا. ويبدو أن العديد من المشاركين في السوق بدأوا يميلون نحو هذا السيناريو - تخفيض أكثر حدة في الأسعار في 17 سبتمبر.

ماذا يمكن أن نتوقع في الأسواق؟

أعتقد أنه إذا استمرت البيانات الاقتصادية الأمريكية في الظهور أضعف من التوقعات، فإن مبدأ "الأسوأ هو الأفضل" سيتحقق بالكامل. من المحتمل أن يقوم المستثمرون بتسعير احتمال تخفيض أكثر عدوانية بنصف نقطة في سبتمبر. في هذا السيناريو، يمكننا توقع استمرار الطلب على أسهم الشركات. سيظل الدولار الأمريكي تحت الضغط مقابل العملات الرئيسية، على الرغم من أن الانخفاض الكبير غير مرجح بسبب القضايا القائمة، بما في ذلك تلك المرتبطة بسياسات ترامب الجمركية.

من المرجح أيضًا أن يظل سوق العملات المشفرة تحت الضغط، حيث يصبح الاستثمار في الأسهم أكثر جاذبية. كما أن أسعار الذهب من غير المرجح أن ترتفع - من جهة بسبب استقرار الدولار النسبي، ومن جهة أخرى بسبب درجة من الوضوح في العلاقات التجارية الأمريكية مع بقية العالم.

توقعات اليوم:

بيتكوين

يظهر الرمز انعكاسًا محليًا وسط تحول في اهتمام المستثمرين نحو شراء الأسهم مدفوعًا بتوقعات خفض معدلات الفائدة من قبل الفيدرالي في سبتمبر. في ظل هذا السياق، قد تستمر العملة المشفرة في الانخفاض التدريجي نحو 111,600.00. يمكن أن يكون مستوى البيع المحتمل حوالي 113,832.62.

الذهب

يتجه الذهب أيضًا نحو الانخفاض مع استقرار الدولار وتخفيف التوترات في السوق. إذا استمر هذا الاتجاه، فقد تنخفض الأسعار نحو 3,283.20. مستوى البيع المحتمل هو حوالي 3,363.00.