سياسات دونالد ترامب تعتبر سيفًا ذو حدين بالنسبة لزوج اليورو/الدولار الأمريكي. فمن ناحية، تؤدي هجمات الرئيس الأمريكي على جيروم باول وإقالة رئيس مكتب إحصاءات العمل إلى تقويض الثقة في الدولار الأمريكي. ومن ناحية أخرى، فإن الولايات المتحدة تحقق مكاسب في الحرب التجارية. فهي تجمع إيرادات من الرسوم الجمركية وتجذب الاستثمارات من دول أخرى، كما أنها تقلص عجزها التجاري - تمامًا كما وعد الجمهوريون خلال حملته الرئاسية.

في يوليو، تقلص العجز التجاري الأمريكي بنسبة 16% مقارنة بالشهر السابق ليصل إلى 60.2 مليار دولار. كان هذا الرقم أفضل مما توقعه خبراء بلومبرج وتم تحقيقه بسبب انخفاض الواردات بشكل أسرع من الصادرات. من المحتمل أن يكون هذا نتيجة للرسوم الجمركية، مما يشير إلى أن سياسات ترامب تؤتي ثمارها.

ديناميكيات الواردات والتوازن التجاري الأمريكي

لكن كل شيء يأتي بتكلفة. تؤدي الاضطرابات في سلاسل التوريد إلى فقدان الوظائف. ومع الإجراءات المناهضة للهجرة وتسريح الموظفين الحكوميين بشكل جماعي، يبرد سوق العمل بشكل كبير مما يؤدي إلى ركود في قطاع الخدمات. مؤشر مديري المشتريات غير الصناعي في الولايات المتحدة يقترب من حافة الانكماش - حيث بلغ 50.1 في يوليو. لم يتوقع أي من خبراء بلومبرج مثل هذا الانخفاض الحاد في هذا المؤشر.

نتيجة لذلك، ارتفعت احتمالات خفض سعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر إلى 88%، وتراجع المضاربون على انخفاض اليورو/الدولار الأمريكي. وفقًا لـ Goldman Sachs، هذه مجرد البداية. من المرجح أن يستأنف الاتجاه الصعودي في الزوج الرئيسي لسببين. أولاً، البنك المركزي الأوروبي هو أول بنك مركزي في مجموعة العشرة ينهي دورة التيسير النقدي. من المحتمل أن يستأنف الاحتياطي الفيدرالي التيسير في الاجتماع القادم للجنة السوق المفتوحة الفيدرالية. هذا التباين في السياسة النقدية يصب في مصلحة اليورو.

وفي الوقت نفسه، تستمر التوترات التجارية. رئيس سويسرا يتوجه إلى البيت الأبيض دون دعوة للتفاوض على تخفيض التعريفة الجمركية القاسية البالغة 39%، وهي أعلى من تلك المفروضة على معظم الشركاء التجاريين الآخرين للولايات المتحدة - باستثناء الصين.

مستويات التعريفة الجمركية في الولايات المتحدة

وفقًا لترامب، فإن الولايات المتحدة تقترب من التوصل إلى اتفاق مع الصين وتطالب الهند بتقليل مشترياتها من النفط الروسي. وإلا، فقد ترتفع التعريفات الجمركية الأمريكية على الواردات من 25% إلى مستويات أعلى بكثير.

بشكل عام، سياسة التعريفات الجمركية للبيت الأبيض تؤتي ثمارها. ومع ذلك، من المحتمل أن تبطئ النمو الاقتصادي العالمي والتجارة الدولية. سيؤثر ذلك سلبًا على منطقة اليورو التي تعتمد على التصدير وعملتها، اليورو. ومع ذلك، يحتفظ زوج اليورو/الدولار الأمريكي بأوراق قوية - مثل التباين في السياسة النقدية وتدفقات رأس المال من الولايات المتحدة إلى أوروبا. من الناحية الفنية، على الرسم البياني اليومي للزوج الرئيسي، هناك معركة حول الحد الأدنى لنطاق القيمة العادلة عند 1.1550–1.1775. انتصار الثيران سيزيد من مخاطر تجدد الاتجاه الصعودي في زوج اليورو/الدولار الأمريكي ويوفر إشارة للشراء.