خلال الأسبوعين الماضيين، انخفضت قيمة البيتكوين إلى ما دون مستوى 91,000 دولار، الذي كان يمثل مستوى دعم قوي لأكثر من ثلاثة أشهر. هل هناك أمل في أن يكون هذا الانخفاض قصير الأمد؟

تراجع البيتكوين: تعمق حالة عدم اليقين في السوق

بعد فوز دونالد ترامب في السباق الرئاسي، حصل سوق العملات الرقمية في البداية على دعم، مدفوعًا بتصريحات من الرئيس العائد بأن سياسته الاقتصادية ستعطي الأولوية للعملات الرقمية كأدوات مالية.

ومع ذلك، تلاشت هذه الرواية بسرعة في الخلفية، متجاوزة بحروب ترامب التجارية المتصاعدة مع شركاء اقتصاديين رئيسيين - الصين، كندا، المكسيك، والاتحاد الأوروبي. وأدى عدم اليقين الناتج حول مستقبل الاقتصاد الأمريكي إلى الضغط على الدولار، الذي كان من المفترض نظريًا أن يدعم أسعار الرموز. لكن هذا لم يحدث. بدلاً من ذلك، أثارت حالة الارتباك في السوق حول الاتجاه الحقيقي للاقتصاد الأمريكي عدم استقرار في مختلف القطاعات، بما في ذلك سوق العملات الرقمية.

أمر ترامب بإنشاء احتياطي بيتكوين: أمل زائف؟

ثم فجأة، أصدر ترامب أمرًا تنفيذيًا لإنشاء احتياطي استراتيجي من البيتكوين للولايات المتحدة. في البداية، أثار هذا الإعلان موجة من التفاؤل. ولكن بمجرد أن أدرك المستثمرون التعقيدات وراء الخطة، استأنف سوق العملات الرقمية اتجاهه الهبوطي.

على الرغم من أن أسعار الرموز قد ارتفعت قليلاً مؤخرًا، إلا أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الطلب على هذه الأصول سيتعافى في المستقبل القريب.

لماذا انهار البيتكوين؟

السبب الرئيسي وراء انهيار البيتكوين - وكذلك تراجع العملات الرقمية الأخرى - كان إدراك أن أمر الاحتياطي الذي أصدره ترامب لم يتضمن عمليات شراء حكومية واسعة النطاق للبيتكوين.

بدلاً من ذلك، سيتم تشكيل الصندوق من خلال مصادرة العملات الرقمية من القضايا الجنائية والمدنية، بدلاً من عمليات الشراء المباشرة.

كان العديد من المتداولين يتوقعون برنامج إعادة شراء حكومي أكثر عدوانية. وعندما لم تتحقق تلك التوقعات، أدى الإحباط إلى عمليات بيع واسعة للبيتكوين والعملات البديلة.

هل سيتعافى الطلب على العملات الرقمية؟

على الرغم من هذه التطورات، لا يزال هناك أمل في السوق بأن تتحسن الظروف قريبًا، مما يثير اهتمامًا متجددًا بالرموز.

لكن هل سيحدث هذا بالفعل؟

على عكس العملات الورقية والأسهم والأدوات المالية الأخرى المدعومة باقتصادات حقيقية ومصانع وسلع وقدرات إنتاجية، تفتقر الرموز إلى قيمة جوهرية. تعتمد تقلبات أسعارها بشكل كامل على ديناميكيات العرض والطلب، بدلاً من الأسس الاقتصادية. في الوقت الحالي، لا يزال السوق متفائلًا، لكن هناك خطر حقيقي بأن يتحول هذا التفاؤل إلى خيبة أمل.

الأولويات الحقيقية لترامب: تعزيز الدولار، وليس العملات الرقمية

من المهم أن نتذكر أن الرئيس ترامب وحلفاءه يمثلون القطاع الحقيقي من الاقتصاد الأمريكي - الصناعات التي تبني المنازل، وتصنع المعدات العسكرية، وتستخرج النفط، وتكرره إلى منتجات بترولية. بالنسبة لهم، لا تحمل الرموز قيمة عملية كبيرة. نعم، قد تُستخدم الأصول الرقمية لتحويل جزء من الدين الوطني الأمريكي إلى أصول رقمية غير مدعومة، مما يشجع المستثمرين على شرائها في شكل رمزي. ومع ذلك، كرر ترامب مرارًا أنه سيدافع عن الدولار الأمريكي، مما يضمن هيمنته العالمية كعملة احتياطية عالمية. وقد أوضح أنه لن يتسامح مع المنافسة من اليورو، ثاني أكبر عملة احتياطية في العالم. بالنظر إلى هذا الموقف، هل من الواقعي أن نتوقع من ترامب أن يدعم الرموز التي تفتقر إلى قيمة حقيقية؟ من غير المرجح.

تحول نحو الأصول الحقيقية؟

إحياء الاقتصاد الأمريكي يتطلب أصولًا ملموسة - وليس افتراضية. في الوقت الحالي، لا يزال السوق يؤمن بإمكانية العملات الرقمية. ومع ذلك، إذا تغيرت المشاعر وأدرك المستثمرون أن هذا التفاؤل في غير محله، فقد تنخفض أسعار الرموز بشكل أكبر، مما يؤدي إلى هجرة جماعية نحو الأصول الحقيقية مثل الأسهم والسندات والسلع. قد يؤدي ذلك إلى انخفاض طويل الأمد وشديد في أسعار الرموز - مما يعيدها إلى المستويات التي شوهدت قبل عقد من الزمن.

التوقعات اليومية للبيتكوين والإيثريوم

يتداول البيتكوين حاليًا دون مستوى المقاومة البالغ 82,460 دولارًا. إذا فشل البيتكوين في تجاوز هذا المستوى، فقد تضعف الطلبات أكثر، مما يؤدي إلى انخفاض نحو 78,126 دولارًا.

يتداول الإيثيريوم حاليًا فوق مستوى الدعم البالغ 2,043.70 دولارًا. إذا انخفض الإيثيريوم دون هذا الحد، فقد يتبع ذلك مزيد من الانخفاضات نحو 1,751.65 دولارًا.