أغلقت مؤشرات الأسهم الأمريكية على انخفاض أمس، مما زاد من الخسائر الأخيرة. انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 0.79%، بينما تراجع مؤشر Nasdaq 100 بنسبة 0.92%. وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.94%.
أظهرت المؤشرات الآسيوية مكاسب متواضعة بعد أن أشار الرئيس دونالد ترامب إلى استعداده لمواصلة المفاوضات التجارية، مما وفر فترة راحة قصيرة للأسواق بعد فرض تعريفات جديدة على عدة دول. رحب المستثمرون بالتلميح إلى حل دبلوماسي، رغم استمرار الحذر بسبب عدم القدرة على التنبؤ بسياسة التجارة الأمريكية. ومع ذلك، لا ينبغي أن تحجب هذه التفاؤل العابر الصورة الأوسع: فالتعريفات الجديدة المفروضة تعطل بالفعل سلاسل التوريد العالمية وتؤثر على النمو الاقتصادي. تقوم الشركات بإعادة تقييم استراتيجياتها والبحث عن موردين بديلين، مما يضيف مزيدًا من عدم اليقين إلى بيئة السوق.
على المدى القصير، سيراقب المستثمرون عن كثب أي إشارات تدل على تقدم في المحادثات التجارية. قد تؤدي التطورات الإيجابية إلى تحفيز ارتفاع في الأسواق، بينما قد تؤدي علامات الجمود إلى إشعال موجة جديدة من عمليات البيع.
تمكنت المؤشرات في اليابان وكوريا الجنوبية، اللتين تأثرتا بزيادة التعريفات أمس، من الارتفاع، بينما ارتفع المؤشر الآسيوي الأوسع بنسبة 0.3%. تعزز الوون الكوري الجنوبي، وانخفض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.2%. وارتفع اليورو بنسبة 0.3% وسط توقعات بأن الولايات المتحدة ستقترح صفقة تعريفات على الاتحاد الأوروبي بمعدل أساسي يبلغ 10%.
في وقت متأخر من ليلة الاثنين، كرر الرئيس ترامب انفتاحه على مواصلة المفاوضات وأعلن عن تأجيل زيادة التعريفات على الأقل حتى الأول من أغسطس، مما خفف بعض القلق في الأسواق. من الواضح أن المستثمرين الآن يعاملون إعلانات التعريفات الأخيرة كتكتيك تفاوضي بدلاً من موقف سياسي نهائي.
التركيز الحالي هو على الاتحاد الأوروبي، الذي يسابق الزمن للتوصل إلى اتفاق تجاري أولي مع الولايات المتحدة بحلول نهاية الأسبوع. مثل هذا الاتفاق سيؤمن معدل تعريفات بنسبة 10% بعد الموعد النهائي في الأول من أغسطس. وفقًا لتقارير إعلامية، تتضمن الاقتراح الأمريكي الحفاظ على معدل الأساس بنسبة 10% مع تقديم استثناءات للقطاعات الحساسة.
يمثل هذا العرض خطوة واضحة إلى الأمام مقارنة بالتهديد الوشيك لحرب تجارية شاملة كانت تلقي بظلالها على الاقتصاد الأوروبي. ومع ذلك، تبقى القضية الرئيسية: ما هي القطاعات التي ستعتبر "حساسة" وبالتالي ستُعفى من التعريفات الجديدة؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد بشكل مباشر تأثير الاتفاقية على مختلف الصناعات الأوروبية. الزراعة، وصناعة السيارات، وعلم المعادن هي تقليديًا من بين القطاعات الأكثر عرضة للنزاعات التجارية وسيتم فحصها عن كثب من قبل محللي السوق.
أما بالنسبة للتوقعات الفنية لمؤشر S&P 500، فإن المشترين يواجهون هدفًا واضحًا اليوم: وهو اختراق مستوى المقاومة الفوري عند $6,245. تحقيق هذا يمكن أن يمهد الطريق لدفع نحو $6,257. سيكون من المعالم الحرجة الأخرى السيطرة على مستوى $6,267، مما سيعزز بشكل أكبر الحالة الصعودية. من ناحية أخرى، إذا ضعفت شهية المخاطرة وانخفض المؤشر، يجب على الثيران تأكيد أنفسهم بالقرب من مستوى $6,234. كسر هذا المستوى يمكن أن يرسل المؤشر بسرعة إلى $6,223، مما يفتح الباب لمزيد من الانخفاض نحو $6,211.
You have already liked this post today
*The market analysis posted here is meant to increase your awareness, but not to give instructions to make a trade.