استعاد الجنيه الإسترليني جميع خسائره التي تكبدها أمس مقابل الدولار الأمريكي، مما يحافظ على إمكانية استمرار الاتجاه الصعودي الذي لوحظ الأسبوع الماضي.
وفقًا لأحدث البيانات، يبدو أن أسوأ مرحلة في سوق العمل في المملكة المتحدة قد انتهت: حيث شهد الشهر الماضي انخفاضًا في التوظيف أقل مما كان متوقعًا، مما يشير إلى أن بنك إنجلترا قد يمضي قدمًا في تخفيضات الفائدة بشكل أكثر نشاطًا.
أظهرت بيانات من مكتب الإحصاءات الوطنية أن انخفاض عدد الموظفين في يوليو بمقدار 8,353 كان الأصغر منذ يناير من هذا العام، مما قدم بعض الارتياح لوزيرة الخزانة راشيل ريفز. وكان الانخفاض في يوليو أقل بكثير من توقعات الاقتصاديين بانخفاض قدره 20,000، كما تم تعديل خسائر الوظائف في الأشهر السابقة إلى مستويات أقل.
يوازن بنك إنجلترا حاليًا بين ما إذا كان يجب إعطاء الأولوية للارتفاع الأخير في التضخم أو علامات التباطؤ الاقتصادي. ويعقد التدهور الطفيف في سوق العمل هذا القرار. من المتوقع أن تظهر البيانات القادمة يوم الخميس تباطؤًا حادًا في نمو الربع الثاني، مع ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.1% فقط، مما قد يزيد من الضغط على البنك المركزي.
في تقريره الأخير، أبرز بنك إنجلترا ضعف سوق العمل وخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة في اجتماع دراماتيكي تطلب عددًا غير مسبوق من الأصوات للوصول إلى قرار.
كما ذكر سابقًا، تعافى الجنيه الإسترليني قليلاً بعد صدور البيانات، ليصل إلى 1.3455. بالكاد تغيرت توقعات أسعار الفائدة، حيث وضع المتداولون احتمالات خفض في نوفمبر بأقل من 50/50.
أما بالنسبة لمعدل البطالة، فتظهر بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية أنه في الأشهر الثلاثة حتى يونيو بقي عند أعلى مستوى له منذ أربع سنوات بنسبة 4.7%، بينما تباطأ نمو الأجور في القطاع الخاص باستثناء المكافآت قليلاً من 4.9% إلى 4.8%.
يشير العديد من الاقتصاديين إلى أن التعديلات الكبيرة على بيانات الأجور في الأشهر الأخيرة أظهرت أن سياسات حزب العمال كان لها تأثير أقل مما كان يُعتقد في البداية. وأشار التقرير إلى أن المؤشرات الأولية تشير إلى احتمال تباطؤ في وتيرة تخفيف سوق العمل، مشيرًا إلى أن أي علامات على التحسن قد تحول التوازن نحو إبقاء بنك إنجلترا على سياسته الحالية في عام 2025.
من الناحية الفنية، يحتاج المشترون للجنيه إلى كسر المقاومة الأقرب عند 1.3470. فقط عندها سيتمكنون من استهداف 1.3502، وفوق هذا المستوى سيكون من الصعب تحقيق مكاسب أكبر. الهدف الأقصى للارتفاع هو 1.3540. في حالة التراجع، سيهدف البائعون إلى استعادة السيطرة على 1.3400. وكسر هذا النطاق سيشكل ضربة قوية للمراكز الصعودية ويدفع زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي نحو الانخفاض إلى 1.3375، مع إمكانية التمدد إلى 1.3350.
You have already liked this post today
*The market analysis posted here is meant to increase your awareness, but not to give instructions to make a trade.