ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت إلى 67.2 دولارًا للبرميل يوم الاثنين، مواصلة الاتجاه الصعودي الذي بدأ يوم الجمعة بسبب المخاوف من اضطرابات في إمدادات النفط الروسية، الناجمة عن تكثيف الضربات الأوكرانية على البنية التحتية للطاقة وصعوبات في مفاوضات السلام. وقد زاد هذا من خطر فرض عقوبات إضافية من الغرب.
بشكل عام، يبقى خام برنت في نطاق عرضي واسع، يتراوح بين 65 و67.4 دولارًا للبرميل. تعكس الديناميكيات الحالية التناقضات التي تشكل السوق. من ناحية، الجيوسياسة: الحرائق في مصافي النفط الروسية، تصريحات ترامب حول عقوبات محتملة خطيرة ضد النفط الروسي، والضغط على الهند والصين عبر صيغة مجموعة السبع تخلق علاوة مخاطرة في السعر. أي تلميح لاضطرابات في الإمدادات يعزز دعم خام برنت.
من ناحية أخرى، تبدو الصورة الأساسية أثقل. المخزونات الأمريكية ترتفع أسرع من المتوقع، الطلب الموسمي يضعف، والسعودية ومنتجون آخرون يستعدون لزيادة الصادرات. يضاف إلى ذلك أحدث البيانات الاقتصادية من الصين — الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة نمت دون التوقعات.
هذا إشارة رئيسية: أكبر مستهلك للنفط يفقد الزخم، وآفاق الطلب تصبح أقل إقناعًا بشكل متزايد.
يأخذ المستثمرون أيضًا في الاعتبار تقليص المراكز الطويلة في النفط من قبل صناديق التحوط إلى أدنى مستوى تاريخي. هذا مؤشر على أن اللاعبين الكبار لا يرون أسبابًا للمراهنة على نمو مستدام.
نتيجة لذلك، يبقى التوازن هشًا: السوق يتمسك بعلاوة مخاطرة عصبية، لكن الصورة الفعلية للعرض والطلب تميل الكفة نحو ضغط هبوطي.
النفط: الصورة التقنية
توطد خام برنت في نطاق 65–67.4 دولارًا. يعمل الحد الأدنى (65 دولارًا) كمنطقة للمشترين، بينما الحد الأعلى (67.4 دولارًا) هو منطقة البائعين. اختراق فوق 67.4 دولارًا سيفتح الطريق إلى 68–69 دولارًا، وفي النهاية إلى المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم عند 70.3 دولارًا، لكن في الوقت الحالي، السوق ليس جاهزًا بوضوح لمثل هذه الحركة.
على العكس من ذلك، يبدو أن اختبار مستوى 65 دولارًا هو السيناريو الأكثر احتمالًا في حالة ضعف البيانات الأمريكية أو تأكيد نمو المخزون من قبل إدارة معلومات الطاقة. سيكون الاجتماع القادم للاحتياطي الفيدرالي محركًا قويًا: تخفيف السياسة النقدية سيدعم السلع، ولكن بدونه، يواجه النفط خطر البقاء في نطاق جانبي.
الغاز: الصورة الأساسية
مرة أخرى، تعرض سوق الغاز لضغوط من الإحصاءات. نمت المخزونات بمقدار 71 مليار قدم مكعب في أسبوع واحد - وهو أعلى بكثير من المعدل الطبيعي لخمس سنوات. حتى مع التوقعات بارتفاع درجات الحرارة وزيادة محتملة في الاستهلاك، يظل الفائض في التخزين هو العامل المحدد الرئيسي.
كما أن صادرات الغاز الطبيعي المسال تتعثر: بلغ متوسط الشحنات في سبتمبر 15.6 مليار قدم مكعب يوميًا، مقارنة بـ 15.8 في أغسطس.
تم تجاهل الانخفاض الطفيف في الإنتاج في الولايات الـ 48 السفلى، حيث انخفض إلى 107.3 مليار قدم مكعب، تقريبًا من قبل السوق. يظل العرض قريبًا من المستويات القياسية، وهذا يكفي لجعل أي محاولة لزيادة الأسعار مؤقتة.
الغاز: الصورة الفنية
صححت العقود الآجلة للغاز إلى مستوى الدعم عند 2.921 دولار وارتدت صعودًا. المقاومة التالية عند 3.022 دولار. إذا تم تجاوز هذا المستوى، سيكون للأسعار فرصة للعودة إلى 3.177 دولار.
لم تتشكل بعد بنية فنية موثوقة لاتجاه قصير الأجل: السوق يتوازن بين الفائض في المخزون ومحاولات المشترين للحفاظ على السعر فوق 3 دولارات. كسر السعر دون 2.921 سيفتح الطريق نحو 2.865، مما سيعيد السوق إلى أدنى مستويات أغسطس.
كلا السوقين يدخلان أسبوعًا مليئًا بالأحداث الهامة. بالنسبة لبرنت، سيكون الحدث الرئيسي هو اجتماع الفيدرالي: تخفيف السياسة النقدية قد يوفر فرصة للخروج من النطاق الجانبي، ولكن بدون دعم من الطلب ومع ارتفاع المخزونات، سيكون هذا صعبًا للغاية.
يبقى الغاز تحت رحمة مستويات التخزين: الفوائض في المخزون وتراجع الصادرات يستمران في الضغط على السوق، ولا توفر سوى العوامل الجوية المؤقتة فرصة للارتدادات قصيرة الأجل.